ما معنى قوله تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) في تفسير الطبري
قوله : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) يقول - تعالى ذكره - : يرفع الله المؤمنين منكم - أيها القوم - بطاعتهم ربهم ، فيما أمرهم به من التفسح في المجلس إذا قيل لهم تفسحوا ، أو بنشوزهم إلى الخيرات إذا قيل لهم انشزوا إليها ، ويرفع الله الذين أوتوا العلم من أهل الإيمان على المؤمنين الذين لم يؤتوا العلم بفضل علمهم درجات ، إذا عملوا بما أمروا به .
كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : [ ص: 247 ] ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) إن بالعلم لأهله فضلا وإن له على أهله حقا ، ولعمري للحق عليك أيها العالم فضل ، والله معطي كل ذي فضل فضله .
وكان مطرف بن عبد الله بن الشخير يقول : فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة ، وخير دينكم الورع .
وكان عبد الله بن مطرف يقول : إنك لتلقى الرجلين أحدهما أكثر صوما وصلاة وصدقة ، والآخر أفضل منه بونا بعيدا ، قيل له : وكيف ذاك ؟ فقال : هو أشدهما ورعا لله عن محارمه .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) في دينهم إذا فعلوا ما أمروا به .
وقوله : ( والله بما تعملون خبير ) يقول - تعالى ذكره - : والله بأعمالكم - أيها الناس - ذو خبرة ، لا يخفى عليه المطيع منكم ربه من العاصي ، وهو مجاز جميعكم بعمله . المحسن بإحسانه ، والمسيء بالذي هو أهله ، أو يعفو .