من انا؟!
فتح عينيه التي يقال بانهما جميلتان جدا هذا ما كان يسمعه دائما و احس بثقل في راسه مع انه كان قد استغرق في نوم عميق قلما كان يحظى به لم يجد سببا لهذا الشعور الثقيل ثقل راسه حينها
غير انه كعادته التي دأب عليها نهض من فراشه و اعد كوب قهوته الا انه في هذه المرة ضاعف كمية القهوة علها تساعد عقله ان يستفيق و جلس يحتسيها بهدوء بجانب نافذته التي اصبح يعدها بوابة لافكاره و خيالاته التي لا تتركه ابدا
اراد لمخيلته ان تسرح كعادتها و ان يبدا حديثه اليومي مع ذاته لكن لم يكن له ذلك اذ بقيت عيناه مسمرتان على كوب القهوة ينظران الى اللاشيء و بدون هدف بقي الحال على هذا الحال حتى استطاع اخيرا ان يحرر خيالاته من سجنها المفروض عليها من اشباح النوم و بدات الافكار في التدفق و تغزو فضاء تلك النظرة الفارغة فقد تذكر جملة لا يعلم اين سمعها او قراها
"ان كنا نسير باتجاه المجهول ... فاننا لن نضل الطريق ابدا"
احس بصدق هذه العبارة بالرغم ان لها وقع غير محبب عند سماعها للمرة الاولى لكن بتفكير بسيط فيها تجد بانها تحمل الحقيقة بين كلماتها
فالمجهول هو الوحيد الذي يخشاه البشر جميعا و يسيرون تجاهه دائما لذلك تجدهم يرددون دائما ان لنا هدفا نسعى له في هذه الحياة و هم ابعد ما يكونون عن الحياة و عن الهدف الذي يدعون
يمكنك ان تتاكد بنفسك . استوقف اي شخص تراه و اسأله ماهي الحياة و لما تعيش ؟
فإما ان يمتعض و يمضي في سبيله او يرمقك بنظرة تدل على غبائك لانك تسال اسئلة غبية بسيطة معتقدا انه يملك الجواب فيبدأ بفلسفة جديده من نوع خاص به وحده لم يسمع بها احد من قبل ثم ينسى السوال الغبي و يبدأ بالحديث عن انجازاته التي لا وجود لها الا في مخيلته
او ان يقال عنك مجنون و بك مس من الشياطين ما شأنك انت و هذه الافكار دع الخلق للخالق و عش الحياة و حقق هدفها الاسمى بالزواج و انجاب الاطفال و تعليمهم و تربيتهم!!!
كيف اعيش الحياة و كيف اعرف هدفها و ما الغاية من وجودي ثم ما هو الوجود ؟!
كل ما اعرفه اني لا اعرف شيئا سوى اننا نسير صوب المجهول مدعين امتلاك الحقيقة
كل ما اعرفه لخصه التبريزي و مولانا بهذه العبارات:
من انت؟
انا الكهل و انا الطفل
من انت ؟
انا الخبز و انا الحليب
من انت ؟
انا قطرة من خمر السموات.
Would you like a spatula? For your bunghole?