عالم من دون جشع
اننا نعيش في عالمٍ يتخذ فيه المال الدور الاكبر في حياتنا فالعملة النقدية يعتبرها البعض هي الغاية والوسيلة للعيش ، ويتخذها البعض الاخر قوةً وجبروتاً ، ففي عالمنا هذا من لا يملك المال يعتبر كائناً محتقراً غير موجود ، فكما نرى بأن العمال منهم عمال النظافة والبناء وغيرهم من ذوي الدخل المحدود الرمزي كل خدم محتقرون ليس لهم اهمية خلقو وكأننا رجعنا لعصر الاستعباد
هل فكرتم يوما كيف سنصلح هذا العالم ام انه واقعٌ سنستسلم له علما بأن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا سواسية كما في قوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[الحجرات:13].
وكل آيات الخطاب في القرآن إنما هي إما لكافة الناس مؤمنهم وكافرهم، أو للمؤمنين، أو للكافرين، أو بعض صنوفهم، وليست لجنس معين منهم، وهذا يدل على عدم اعتبار التفاضل بالعنصر أو الجنس.
ومن الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم: لَيَنْتَهِيّنَ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمْ الّذينَ مَاتُوا إِنّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنّمَ. أَوْ لَيَكُونُنّ أَهْوَنَ عَلَى اللّهِ مِنَ الْجُعَلِ الّذِي يُدَهْدِهُ الْخرءَ بِأَنْفِهِ. إِنّ اللّهَ قد أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبّيّةَ الْجَاهِلِيّةِ وَفَخْرَهَا بالآباء. إِنّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقيّ وَفَاجِرٌ شَقيّ. النّاسُ كُلّهُمْ بَنُو آدَمَ. وآدَمُ خُلِقَ مِنَ تُرَابِ أخرجه الترمذي وحسنه.
فها نحن قد وصلنا واصبحنا من هذه الاقوام التي تفتخر بآبائها ومالها وجاهها ، وواجبنا تجاه هذه الأفعال بطريقةٍ او بأخرى
تخيلوا معي عالماً من دون عملاتٍ نقدية ، اول ما سيخطر في بالكم كيف سنشتري و كيف سنأكل و كيف سنسكن و كيف وكيف ، وسيخطر ايضاً اننا سنعود لعصر التبادل ، بيضتان مقابل رطلٍ من القمح ولكن هذا العصر ايضاً فاشل فمن امتلك مواد البناء سيكون قويا و من امتلك النفط سيكون حاكماً .
لنفترض بأننا في مدينة فيها مهندس مدني ، طبيب، خباز ، مزارع ، بائع ، عامل نظافة ، عامل بناء ،شيخ دين ، حاكم ، مدرس وهكذا من المهن الاساسية ، افتراضا انه يوجد فقط شخصٌ واحد لكل مهنة وليس لديهم اي نوعٍ من المال ، سيذهب المهندس الى البائع ليشتري ، سيأخذ المهندس ما يريد من دون ان يدفع ، فهو قبل ان يطلب من البائع ما يريد قد بنا له منزلا ينام فيه ، واذا ذهب المهندس لكل شخصٍ في هذه المدينة فهو قد بنا لهم منزلاً ، وكذلك الطبيب و العامل وكذا
ففي هذا العالم يكون كل شخصٍ قد اعطا شيئاً واخذ اشياءً بالقدر نفسه الذي اخذه كل شخص وبهذا تتم المساواة بين الناس فلن يبقى بينهم من هو اغنى او اعلى مقاماً