تجربه علميه أدت لكارثه
في 26 يوليو (تموز) عام 1962، أطلق باحثون عسكريون بالولايات المتحدة قنبلة نووية كبيرة إلى الفضاء الخارجي، من موقعهم على جزيرة «جونستون» في المحيط الهادي. حملت القذيفة اسم «ستارفيش برايم Starfish Prime»، وكانت عملية إطلاقها ضمن سلسلة من التجارب السرية، التي بدأتها وزارة الدفاع الأمريكية قبل أربع سنوات من ذلك التاريخ.
أطلقت القنبلة على ارتفاع 250 ميلًا، وكان الهدف منها تعطيل أنظمة الصواريخ السوفيتية، خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. بلغت طاقة الانفجار 1.4 ميجا طن، كما أمكن رؤيته على بعد 900 ميل. ويبدو أن الخطة كانت تهدف أيضًا لاختبار آثار التفجيرات النووية في الارتفاعات العالية، وخاصة تأثيرها في المجال المغناطيسي للأرض.
يُعد الغلاف المغناطيسي المحيط بالأرض طبقة مهمة من الجسيمات المشحونة، التي تحمي الأرض من أضرار الإشعاع والرياح الشمسية. تسببت تجربة «ستارفيش برايم» في إحداث تأثير كهرومغناطيسي أكبر مما كان متوقعًا أدى إلى وقوع بعض الحوادث غير المرغوبة؛ فقد ضعفت إضاءة الشوارع فجأة وتوقفت محطات الإذاعة المحلية عن البث، وتعطلت الخدمات الهاتفية لبعض الوقت.
توقفت كذلك منظومات الاتصالات عالية التردد عن العمل، لمدة نصف دقيقة في أمكنة أخرى من المحيط الهادي. كما شَكّل الإشعاع الناجم عن الانفجار حزامًا أحاط بالأرض لمدة خمس سنوات، وأدى إلى تعطيل سبعة أقمار اتصالات صناعية منخفضة المدار، شكّلت في ذلك الوقت ثلث الأسطول الفضائي للاتصالات.