أصناف الناس في رمضان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم لك الحمد كثيرا على منك وفضلك أن أحييتنا إلى شهر الرحمة والمغفرة شهر العتق من النيران شهر رمضان المبارك وها نحن ذا دخلنا في العشر الأواخر من رمضان لقد مرت هذه الأيام سريعا كمرور نسمات الهواء في جو هادئ عليل ، كيف لا يمر سريعا وقد قال عنه الله تعالى (( أياما معدودات )) فهو أيام معدودة ستنقضي كما ينقضي عمرنا ، هذا الشهر الفضيل فيه قد نزل القرءان الكريم قال تعالى(( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )).

لقد انقضى عشرون يوما ولا ندري إن كانت هذه الأيام التي صمناها هي مقبولة عند الله تعالى أم لا ، فمن كان صائما عن الطعام والشراب وعن المحرمات وعن قول الفواحش والزور وممتنع عن البطش بيده ورجله وحافظا لنظره وسمعه ولسانه من المحرمات فهذا قد أنجز الصيام على وجهه الحقيقي ويرجى من الله تعالى أن يكون متقبلا عنده.
أما الذي صام عن الطعام والشراب ولكنه يؤذي الناس بلسانه ولم يترك الغيبة والنميمة والمشاحنة بين الناس حتى أنه لم يترك سماع ومشاهدة المحرمات فهذا الشخص قد أنجز فريضة صيامه ولكنه لم يحقق غاية الله من صيامه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم (( من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ )) الراوي أبو هريرة التخريج البخاري.
وأيضا روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (( رُبَّ صائمٍ حظُّهُ مِن صيامِهِ الجوعُ والعطَشُ، وربَّ قائمٍ حظُّهُ من قيامِهِ السَّهرُ )) اخرجه النسائي.

اخي الكريم أختي الكريمة كل يعلم ماذا فعل في نهار رمضان وفي ليله فمن الناس من ختم المصحف اربع مرات إلى الأن ومنهم من حفظ جزءا من القرءان ومنهم من تصدق بكذا ومنهم من اغتاب ومنهم من نم بين الناس فهذه عدة أصناف وكل شخص أدرى بنفسه وأهل مكة أدرى بشعابها.
بقي صنف أخير وهذا الذي لم أتكلم عنه ألا وهو صنف الذي لا يصوم نهائيا في رمضان فهذا الرجل قد حرم نفسه خيرا كثيرا وفيرا لا يعلم حجم الخير فيه إلا الله تعالى لذلك لن أقول كلام ينهره أو كلام بلهجة شديدة إنما أقول له أنت الذي حرمك الله من الخير فلتنظر لما حرمك ذلك كل الناس تأخذ العطايا من الله تعالى في هذا للشهر المبارك إلا أنت فلتراجع نفسك وتلحق بركب الصائمين ولتتوب إلى الله تعالى فالله يحب التوابين ويحب المتطهرين .

هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين والحمد لله رب العالمين.