لكي لا ننسي
معصرة الزيتون التقليدية
يبدو ان الكثيرين من الجيل الصاعد لا يعرف شيئا عن معصرة الزيتون التقليدية التي لطالما شكلت ،الى جانب كون الزيت المستخرجة بها طبيعية مائة بالمائة وقليلة الحموضة ،محطة موسمية لتقوية الروابط الاجتماعية بين الافراد، و شكلت احد روافد التضامن الاجتماعي الذي فقدناه في ايامنا هذه. و تتجلى مظاهر هذا التضامن في التفاف شباب المدشر و تجمعهم داخل المعصرة من اجل المساعدة في عملية العصر فتجد العشرات من الشباب يلتحقون لتجسيد “ثيويزي” وسط اجواء من السرور و تبادل النكت . بل و شكلت هذه المحطة محجا لعابري السبيل الباحثين عن المأكل، اذ لا تخلو المعصرة من الشاي و الخبز و الزيت الطرية المعروضة امام كل من اراد الاكل.
غير ان هذه المعاصر فى زماننا هذا انقرضت جارفة معها الى مقابر النسيان هذه القيم التضامنية الانسانية التي لطالما اطرت و قوت العلاقات بين افراد المجتمع الواحد مفسحة المجال لبروز مجتمع مادي منقسم على ذاته لا يقيم وزنا للتضامن، مجتمع تحكمه الضغينة اكثر من الاخوة.