عزاء الجوارح للقلب
في رحلة البحث عن الذات الأخرى تعثرت النفسُ بأمنية و سقط القلب طريح الخاطر فأتته الجوارح تعدنه فأنشد قائلا :
طويتُ العمرَ أركضُ للقاءِ بمنيةٍ
فتعثرتْ بالأمنياتِ ظنوني
و تتابع الهمُ الثقيلُ على دمي
نبضاً حثيثاً مذ ركبتُ شجوني
غاصت على رملِ المسافةِ أخمصي
غارت بنبعِ الإفتتانِ عيوني
فعمت بصيرةُ شُهدها بغشاوةٍ
لا تستدلُ على الهدى المضمونِ
حتى رأيتُ الكلَ هيأةَ واحدةٍ
و القلب يهذي بالهوى المجنونِ
في كل ثانيةٌ تجئُ قوافياً
و بكل شئٍ تستفيضُ متوني
و أبث اشياء تموجُ بخاطري
و الوصل يفضح فتنة المفتونِ
فإذا هفوتُ إلى الحبيبِ بغيبه
ثارت جموعُ القلب ضد سكوني
و تبدلت حالي ذهولاً بعدما
كانت تنام على العيون جفوني
فالتعرضو عني فإني كلما
ذكّرتموني ضِقتُ كالمعيونِ
و دعو فؤادي يستقر لصفوها
تلك الظنونُ المتعَبَات ظنوني.