إيفان الرهيب أعظم قياصرة روسيا
في اللوحة يظهر إيفان الرهيب أعظم قياصرة روسيا وأكثرهم دموية وشكّاً في القرن الـ16 ممسكاً بابنه الذي قتله بواسطة عصا حديدة اثر مشاجرتهما حول مشكلة
أُسرية.
برعب شديد وندمٍ عظيم ينطلق الأب إلى ابنه ليضمه إلى صدره ضاغطاً بشدة على الجرح آملاً أن ينهض ابنه الغالي ويزول هذا الكابوس.
عَيناه تقولان كل شيء، الذعر الممتزج بالدموع والندم، الأمر الذي جسّده الفنان إيليا بشكل عظيم. ؟
خاض ابفان الرهيب حروباً لتوسيع الأراضي الروسية وجعل منها إمبراطورية مترامية الأطراف على حساب المسلمين ، ففي عام 1552، قام بمحاصرة قازان الاسلامية ، وارتكب فيها مجازر جماعية و مذبحة رهيبة ذهب ضحيّتها الاف المسلمين ، وفي 1554 تمكن من الاستيلاء على أستراخان الاسلامية ، وأصبح بذلك نهر الفولجا قناة روسية بحتة تسهل الوصول إلى بحر قزوين، وكانت البداية للتوسع الروسي إلى ما خلف الأورال. واحتلت جيوش ايفان سيبيريا المسملة في عام 1555.
وصف بأنه كان أشرس طغاة التاريخ، لولعه الشديد بفنون التعذيب والتنكيل وقتل خصومه وحتى أقرب الناس له لم يسلموا من شره.أثار الرعب في نفوس الشعب، فكانت طريقته المفضلة في التعذيب هي تهشيم الأرجل قبل أن تلقى الضحايا في الثلج أو جعلهم يزحفون قبل أن يطلبوا الرحمة.والغريب انه لم يكن يتأخّر عن الصلاة على أرواح ضحاياه .
وفي عهده كانت العائلات النبيلة وحتى خدمهم من الاهداف الرئيسية للقمع والتنكيل، وكانت تجرى عمليات اغتصاب وقتل جماعي للنساء الارستقراطيات، كان يخطف النساء النبيلات حتى من أقاربه أمام أعين أهاليهم، ومن يعترض على أفعال القيصر كان مصيره القتل من دون رحمة، وفي بعض الأحيان كانت تباد مجتمعات بأكملها أو يتم التخلص منها بأي شكل من الاشكال.
و من المعلوم ان الطاغية لا تسلم منه حتى عائلته ، فزوجته الأولى أنجبت له ثلاثة أطفال، وقد ماتت وهي لم تكن قد بلغت الثلاثين بعد، بسبب قسوته وظلمه الذي كان يُمارسهما بِحقّها.
و في أحدِ الأيّام سمعَ الابن زوجته تصرخ، وعندما أتى لاستطلاع الأمر وجد والده ”ايفان“ يضربها بالسوط. والسبب أنَّ ايفان كان غاضبًا لأن زوجة ابنه كانت ترتدي ثيابًا غير مُحتشمة. كانت حاملاً في شهرها السابع بِـذاك الوقت. وقد حاول الابن إيقاف والده وتهدئته. لكنه كان ثائرًا. وفي ذروة غضبه فَـتناول آلة معدنية ”الصولجان“ وضرب به ابنه على رأسه، ما تسبّب في موته عن غير قصد.
ايفان.. لم يصمد بعد هذه الحادثة أكثر من أربعِ سنوات، لقد هدّه عجزه وهدّته السنين.. بعد أن نهشته الصدمة، لقد كانت عبارةً عن زوبعة امتصت غصبًا عنه تاريخه الإجرامي وجرفته حيث يقبع العجز بالقرب من شطآن الذل والندم واللاشيء.
لَربما كان ايفان.. في هذه اللحظة لا يُفكّر بهول المُصيبة، بل يُفكّر بالأُمّهات اللواتي أحرق قلوبهن.. والآباء الذي أجبرهم على البكاء.. لربما كان يتذكر مئات الالاف من البشر الذين كانوا ضحية بطشه. لقد حَكمَ على اجرامه ونفسه بالموت؛ حين قتل ابنه عن غير قصد.
هكذا التاريخ.. وهكذا تكون نهاية أمثال ايفان الرهيب ..
...Mohammad Zereeny